
الحجوي محمد
في عملية أمنية دقيقة وسريعة، تمكن عناصر الدرك الملكي بتملالت التابع لإقليم قلعة السراغنة من إلقاء القبض على أحد أخطر مروجي المشروبات الكحولية، المعروفة محليًا بـ”ماحيا”، وذلك بدوار كتاواة.

العملية، التي تمت في مدة وجيزة، كشفت عن قدرة الأجهزة الأمنية على ضرب شبكات الترويج في عمق المناطق القروية، حيث تنتشر هذه السموم بهدوء، مهددةً أمن الأسر واستقرار المجتمع.
وفي ظل تصاعد ظاهرة انتشار الخمر في المناطق النائية، حيث يصعب رصدها، جاءت هذه العملية كضربة استباقية تعكس يقظة الأجهزة الأمنية. المصادر أكدت أن المعتقل كان يشتبه في تورطه منذ فترة في ترويج هذه المواد المحظورة، مما دفع بالدرك إلى تكثيف المراقبة وتنفيذ مداهمة مفاجئة أدت إلى اعتقاله ومصادرة كمية من “ماحيا” كانت معدة للبيع.
رغم التسمية الشعبية المخادعة “ماحيا”، فإن هذه المشروبات تحمل الموت البطيء للمتعاطين، حيث تؤدي إلى تفكك الأسر وانتشار الجرائم والعنف.
سكان دوار كتاواة عبروا عن ارتياحهم بعد هذه العملية، مؤكدين أن انتشار الخمر كان يهدد أبناء المنطقة، خاصة الشباب، الذين يقعون فريسة للإدمان دون وعي بعواقبه المدمرة.
هذه العملية ليست سوى حلقة في سلسلة الحملات التي يشنها الدرك الملكي ضد مهربي وموزعي المواد الكحولية والمخدرات، في إطار استراتيجية أمنية تهدف إلى حماية المواطنين من الآفات الاجتماعية.
وتسعى المصالح الأمنية إلى تعزيز التعاون مع السكان للإبلاغ عن أي نشاط مشبوه، مما يساهم في تسهيل مهام رجال الأمن في القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة.
رغم أهمية هذه الإنجازات الأمنية، يبقى السؤال مطروحا حول ضرورة تكثيف الحملات التوعوية في المدارس والمساجد والجمعيات، لتحصين الشباب ضد مخاطر الإدمان. فالقضاء على هذه الآفة يحتاج إلى مقاربة شاملة، تجمع بين القبضة الأمنية الحازمة والوقاية المجتمعية الفعالة.
Be the first to comment