ابراهيم افندي
يشهد عدد من دواوير منطقة السويهلة، وعلى رأسها دواوير اللغاف بن شيخ وملوان وأيت موسي، انتشارا واسع للبناء العشوائي فوق أراضٍ سلالية فلاحية، في ظاهرة بدأت تتحول إلى أزمة اجتماعية وبيئية تهدد الأراضي الفلاحية ومستقبل الفلاحين بالمنطقة.
وفي الوقت الذي تُعد فيه هذه الأراضي السلالية ملكية جماعية للفلاحين، بدأت التجاوزات على هذه الضيعات الفلاحية في التزايد بشكل غير مسبوق، حيث تحولت إلى ما يشبه تجزئات سرية للبناء تبتدأ بالتقسيم من 100متر إلي 200 متر تباع بأثمنة لأغيار وافدين من مناطق حضرية.
ويُلفت الانتباه أن هذه الظاهرة لم تواجه برفض واضح من السلطات المحلية، بل على العكس، تشير معطيات ميدانية إلى وجود “مباركة ضمنية” أو تقاعس إداري يُغذي استمرارية البناء العشوائي، ما يثير استياء السكان المحليين والفلاحين الذين يرون في هذا التوجه تهديداً مباشراً لمصالحهم وحقوقهم.
وقد أكد عدد من سكان الدواوير المتضررة أن عمليات البناء تتم غالبا بدون تراخيص رسمية، وبعيدا عن أي مراقبة حقيقية، مما يضاعف من حجم المشكلة ويزيد من تعقيد الحلول الممكنة في المستقبل.
هذا الوضع دفع إلى مطالبة فعاليات مدنية وفلاحية بضرورة تدخل الجهات المختصة بصرامة لوضع حد لهذه التجاوزات، وإعادة الأراضي السلالية إلى وضعها الطبيعي كأرض خصبة لإنتاج الغذاء والمحافظة على البيئة المحلية.
في خضم هذه الأزمة، يبقى السؤال الأكبر: هل ستستمر السلطات المحلية في سياسة “التساهل” أم ستتخذ إجراءات حاسمة لإنقاذ ما تبقى من الأراضي السلالية في السويهلة؟
