الحجوي محمد
من بين الجبال الشامخة في أغبالو بعمالة ميدلت، تستعد عائلة لنقل جثمان للمرة الثانية. إنه جثمان الطفل الراعي محمد بويسلخن، الذي سيعود إلى أحضان الأرض بعد أشهر من استخراجه وإخضاعه لتشريح جديد. قصة لا تزال فصولها تكتب بالألم والأسئلة.
الأب حمو بويسلخن لم يستسلم للصمت. بتقديمه طلباً رسمياً إلى قاضي التحقيق، نجح في تحقيق مطلبين: إعادة تشريح الجثمان، والحق في الإطلاع على نتائج التشريح الأول. خطوات قانونية يضع فيها الأب لبنات طريق العدالة، عساها تؤدي إلى كشف الحقيقة وترتيب المسؤوليات.
ما بين القبر والمشرحة، عاش الطفل محمد بويسلخن وأسرته رحلة عذاب لا تتوقف. عذاب الطفل أثناء حياته، وعذاب الأسرة بعد رحيله. أسئلة تتردد في أزقة القرية: من سلّ يده على طفل؟ وأي ظروف أحاطت برحيله المأساوي؟
الآن، بينما تستعد عائلة بويسلخن لوداع جديد، تبقى القضية شاهدة على معاناة إنسانية تنتظر العدالة. جثمان يعود إلى الأرض، لكن الأسئلة تبقى عالقة تنتظر إجابات.















