عبد الرحيم مسافري
تعيش جماعة تسلطانت ضواحي مراكش على وقع أزمة غير مسبوقة في التسيير المحلي، بعد تأجيل جميع النقاط المدرجة في جدول أعمال الدورة العادية لشهر أكتوبر 2025، باستثناء النقطة المتعلقة بدعم الفرق الرياضية الخمسة بمبلغ مالي قدره 107 ملايين سنتيم، في وقت تواصل فيه حالة “البلوكاج” شلّ مشاريع الجماعة وتعميق معاناة الساكنة.
وخلال الجلسة الثالثة المنعقدة صباح امس الثلاثاء 28 أكتوبر بمقر الجماعة، تم تأجيل الدراسة والمصادقة على تعديل القرار الجبائي، وكذا برنامج عمل الجماعة وميزانية سنة 2026، وهي ملفات حيوية ترتبط بشكل مباشر بالتنمية المحلية وتحسين الخدمات العمومية، ما جعل الساكنة تعيش حالة من الإحباط والاستياء.
ورغم توجيه والي جهة مراكش آسفي مراسلة رسمية تدعو المصالح الخارجية إلى حضور أشغال الدورة، إلا أن ممثل قطاع الصحة وشركة العمران تخلفا عن الحضور، ما أجج الوضع داخل قاعة الاجتماعات، وزاد من حدة التوتر بين الأعضاء.
ويأتي غياب ممثل الصحة في وقت يعيش فيه قطاع الخدمات الصحية بتسلطانت أزمة خانقة بسبب ضعف البنيات التحتية وندرة الموارد البشرية، وهو ما جعل ساكنة المنطقة تنضم إلى موجة الاحتجاجات الوطنية التي يقودها جيل “زد” رفضًا لتدهور الخدمات الصحية وغلاء المعيشة.
أما شركة العمران، فتتحمل بدورها جزءا كبيرا من المسؤولية، وفق ما يؤكده متتبعون محليون، بسبب تعثر تنفيذ مشاريع إعادة الهيكلة والتأهيل الحضري، ما أدى إلى تفاقم مشاكل السكن والبنيات التحتية في عدد من الدواوير التابعة للجماعة.
وتشير مصادر من داخل المجلس إلى أن الخلافات الداخلية والصراعات السياسية الضيقة تسببت في شلل شبه تام بمؤسسات الجماعة منذ انتخابات 2021، حيث لم تتم المصادقة على أي ميزانية طيلة الولاية الحالية، الأمر الذي يضع مستقبل التدبير المالي والإداري للجماعة في مجهول قاتم.
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح بين الساكنة والمتتبعين: متى تنتهي حالة الجمود؟
فجماعة تسلطانت، التي كانت تُراهن على إقلاع تنموي حقيقي، تجد نفسها اليوم غارقة في أزمات متشابكة عنوانها الغياب، والتأجيل، واللامسؤولية.















