مطالب بتوضيح أسباب مواصلة إغلاق حديقة “جنان الحارثي” دون مبرر واضح !!!

Admin2411 مايو 2022354 مشاهدة
مطالب بتوضيح أسباب مواصلة إغلاق حديقة “جنان الحارثي” دون مبرر واضح !!!

مرت أكثر من سنتين على إغلاق حديقة جنان الحارثي التاريخية التي تقع في قلب تراب مقاطعة گليز بالقرب من بريد المغرب، بفعل جائحة كورونا ، لكن الغريب في الأمر ومع إعادة فتح جميع الفضاءات العمومية بالمدينة الحمراء مباشرة بعد رفع الحجر الصحي وإجراءات التخفيف، إلا ان حديقة جنان الحارثي ظلت مغلقة ومنسية من لدن الساهرين على الشأن المحلي دون تقديم أي توضيحات بهذا الخصوص، علما ان المراكشيين حريصين على زيارة هذه المعلمة التاريخية التي يعتبرونها في نفس الوقت منتجعا ومتنفسا ضروريا لساكنة المدينة التي تعيش أجواءا حارة حاليا مع الإرتفاع القياسي لدرجة الحرارة.

وامام هذا الوضع، فإن الامر تشابك على المواطنين ومتتبعي الشأن المحلي، فمنهم من يرى أن مسألة تفويت المرفق العام عادت من جديد لكن هذه المرة “حسي مسي” وأنها مسألة وقت لاغير للإجهاز على هذا الفضاء الأخضر التاريخي، مستدلين بقرار المجلس السابق الذي أمر بتفويت جزء منه لإحدى المقاولات بهدف إنشاء متجر للشاي والتوابل، صاحبتها سلسلة انتقاذات ومواقف معبرة عن الرفض وإطلاق شعارات من قبيل “ماتقيس جردتي”. اما المنتخبون، وفي اتصال مع الجريدة، فقد أكدوا أنها مسألة تدبير مالي فقط.

وإلى حين اتضاح الرؤية، فإن المسؤولين سواء المجلس الجماعي المنتخب أو السلطات المحلية، معنيون باستمرار هذا الإغلاق الغير مبرر، وملزمون ايضا بتقديم إجابة واضحة عن استفسارات وتساؤلات الساكنة سواء عبر وضع بانوهات لتحديد مستقبل الحديقة العمومية واسباب الإغلاق.

وتتمثل أهمية جنان الحارثي في ذاكرة المدينة في كونه كان بمثابة قلب التحديث الثقافي بمراكش، ففيه تلقى الجيل المؤسس من المسرحيين تكوينهم بمعهد روجي غيني في عهد الحماية الفرنسية، و فيه أنشئ أول مسرح بمواصفات عالمية، وفيه تلقى العشرات من الموسيقيين دروسهم على يد مولاي عبد الله الوزاني أحد أعلام طرب الآلة، و ظلت القاعة الزجاجية فيه معلمة ثقافية كبيرة يصعب إزاحتها من التاريخ المعاصر للمدينة، و هي القاعة التي احتضنت أكبر المحافل الثقافية و في مقدمتها ربيع مراكش الثقافي و بها ألقى كبار مثقفي العالم العربي محاضرتهم كمحمد عابد الجابري و الطيب التيزيني و عبد الله العروي و أدونيس و سميح القاسم و غيرهم من أعلام الفكر و الإبداع. وأيضا في ذات القاعة تلقى الجيل الأول من جامعة القاضي عياض التي لم تكن بعض مؤسساتها قد بنيت وقتها ، محاضراته. و في فضاء ذات الحديقة نظم الملتقى الدولي للنحت الذي شارك فيه كبار النحاتين العالميين. وإلى تاريخ إغلاقها كانت مزارا للكتاب و المبدعين من أبناء مراكش و كذلك من الذين يقصدونها من مختلف أنحاء المعمور، ناهيك عن كونها ملاذا هادئا لعموم الزوار الذين يقصدونها متنزها غنيا بأغراسه المتنوعة و منها أشجار يتجاوز تاريخها مائتي سنة، و أخرى جلبت من مناطق مختلفة من العالم، إضافة إلى أحواض المياه المتقاطعة والنافورات التي تنتشر في ارجائها.

شارك المقال
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

الاخبار العاجلة