مراكش ..مشاركون في المؤتمر الدولي السابع حول تعليم الكبار يطلعون على جهود محاربة الأمية في صفوف نزيلات ونزلاء سجن الأوداية

قام مشاركون في المؤتمر الدولي السابع لليونسكو حول تعليم الكبار، اليوم السبت، بزيارة إلى سجن الأوداية (عمالة مراكش)، شكلت مناسبة للاطلاع عن كثب على الجهود التي تبذلها هذه المؤسسة في مجال تعليم الكبار ومحاربة الأمية في صفوف النزلاء والنزيلات.

ورامت هذه الزيارة إطلاع المشاركين في هذا المؤتمر، الذي اختتمت أشغاله، مساء أمس الجمعة، بالمدينة الحمراء، والذين يمثلون دولا أعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وفاعلين من المجتمع المدني، وشركاء اجتماعيين، ووكالات تابعة للمنظمة الأممية، ووكالات حكومية، وشباب وفاعلين خواص، على مختلف الاستراتيجيات والبرامج التي أرستها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بمعية مختلف الشركاء، من قبيل الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، والرامية إلى محو الأمية في صفوف نزيلات ونزلاء المؤسسات السجنية، ومن ثمة، تيسير اندماجهم في المجتمع.

وقدمت، بالمناسبة، للوفد الذي شارك في المؤتمر الدولي، الذي تناول موضوع “تعلم الكبار وتعليمهم من أجل التنمية المستدامة : أجندة تحويلية”، شروحات مستفيضة حول مختلف مرافق سجن الأوداية، لاسيما تلك التي تعنى بشحذ المهارات الفنية والتعلمية للنزلاء والنزيلات، وفي مقدمتها مركز التكوين المهني والحرفي والفني، والراديو المحلي، البنية الموجهة لإبراز الطاقات في صفوف هؤلاء النزلاء والنزيلات، وجعل الفضاء السجني مكانا مؤنسنا بامتياز.

وقال رئيس قسم التأهيل التربوي والعمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بنعيسى بناصر، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الزيارة إلى السجن المحلي الأوداية بمراكش تشكل مناسبة لإطلاع زوار هذه المؤسسة على المجهودات التي تبذلها المندوبية بشأن البرامج التعليمية والتربوية، خاصة برنامج محو الأمية، مضيفا أن هذا الأخير حقق نتائج جد مهمة منذ الموسم الدراسي 2016-2017.

وكشف، في هذا الاتجاه، أن المندوبية أعدت، بشراكة مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، وبتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية برنامج “سجون بدون أمية”، والذي حقق بدوره، نتائج بالغة الأهمية، حيث بلغ عدد النزلاء المستفيدين منذ الموسم الدراسي 2016-2017 إلى غاية الموسم الدراسي 2020-2021، أزيد من 52 ألف مستفيد.

كما أشار السيد بناصر إلى انخفاض نسبة الأمية في صفوف السجناء إلى 40 بالمئة ما بين الموسمين الدراسيين 2016-2017 و 2020- 2021، لافتا إلى إطلاق برنامج محو الأمية الوظيفية لفائدة النزلاء الحرفيين، وإطلاق برنامج تكوين المكونين من خلال عملية التثقيف بالنظير، عبر انتقاء مجموعة من السجناء والسجينات ممن تتوفر فيهم شروط التأطير، وذلك من أجل المساهمة في برنامج محو الأمية.

وأفاد بأن “السجناء النظراء الذين ساعدوا في محو الأمية لفائدة السجناء الأميين، أسهموا، بالتالي، في محو أمية أكثر من 11 ألف سجين”.

وأكد مدير معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، دافيد أتشوارينا، من جهته، أن المؤتمر الدولي السابع حول تعليم الكبار “شكل لحظة بالغة الأهمية للتوقف عند وضعية تعلم الكبار بالعالم، ولبلورة توجهات جديدة في هذا الشأن”، مشيرا إلى أن إحدى خلاصات هذا المؤتمر تجلت في النهوض بالدمج ومشاركة كل الفئات، والأشخاص المعنيين بالتعلم مدى الحياة.

وأوضح، في تصريح مماثل، أن التعلم مدى الحياة يشمل أيضا نزلاء المؤسسات السجنية، على اعتبار أن الرهان يكتسي أهمية كبيرة، لاتصاله بالحقوق الإنسانية، لاسيما الحق في التربية للجميع، لافتا إلى اختصاصات معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، وإلى الشراكة التي تجمعه مع عدة بلدان، ومن بينها المغرب “الذي يولي أهمية خاصة للموضوع من خلال الأنشطة التي تقوم بها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية”

وسجل الحاجة إلى العمل سويا من أجل تطوير وضعية التعلم مدى الحياة عبر تحليل وتقييم مختلف النتائج التي أحرزتها هذه البرامج، والتي ستفضي إلى تحقيق الرفاه والتنمية الذاتية لفائدة نزلاء المؤسسات السجنية، وستضمن إدماجا مهنيا ومجتمعيا ناجحا، عقب انقضاء مدة محكوميتهم، مشيدا بالشراكة التي تجمع بين المغرب ومنظمة اليونسكو