تفشت مؤخرا ظاهرة احتلال الملك العمومي بالمحاميد بوعكاز بمقاطعة المنارة، بعد اجتياح وإغلاق معظم الممرات والأزقة خصوصا شارع “الاقواس” والشوارع المؤدية له بالإضافة إلى الدروب والأزقة المجاورة، مما جعل هذه الأحياء تبدو وكأنها سوق اسبوعي، بسبب تشوه جماليتها بعد تثبيت براريك وابنية عشوائية فوق الرصيف وانتشار الفراشة وعربات السلع ، الأمر الذي تسبب في استياء عارم لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وساكنة المنطقة وبعض التجار، الذين عبروا عن حنقهم من غياب أدوار السلطات المحلية والشرطة الإدارية على أرض الواقع. والتغاضى عن حالة الفوضى العارمة التي تتسبب فيها بعض المحلات التجارية والفراشة، ما يؤثر سلبا في حركة المرور مع تعريض حياة المواطنين لخطر حوادث السير، إذ لا تترك سوى بضع سنتيمترات للراجلين وكأننا نعيش في عهد “السيبة”، في تحد سافر لمشاعر الساكنة.
وقد شهد شارع “الاقواس” مؤخرا، استنبات محلات تجارية (تتوفر الجريدة على صور منها لمن اراد التحقق) بمباركة من السلطات المحلية التابعة للملحقة الإدارية بوعكاز، التي تجتهد في قمع المشتكين ضد هذه الفوضى، كما فعلت مؤخرا مع فاعل جمعوي تقدم بشكاية للتبليغ عن فوضى احتلال الملك العمومي إلى الجهات المختصة، ليلقى جزاءه بإغلاق محله التجاري بالإسمنت دون سند قانوني بعد التنكيل به، فقط لإسكات صوته مع تهديده بإغلاق المحل الثاني.
ناهيك عن قيام بعض التجار باحتلال الرصيف بالكامل وجزء كبير من “الگودرون” الممر الخاص بمرور السيارات والدراجات، بشكل يومي دون أي تحرك يذكر “ولي هْضْر يرعف” امام انظار “سطافيط” الخاصة بالقوات المساعدة الذين يتلقون التحية كل مساء من الفراشة واصحاب المحلات المحتلين للرصيف أثناء مرور الدورية “الفاهم يفهم”.
لقد تحول الاستغلال العشوائي لارصفة الراجلين بأهم شوارع بوعكاز إلى ما يشبه احتلالا منظما للمنطقة من قبل الفراشة وبعض أصحاب المحلات التجارية، الشيء الذي أعطى صورة قاتمة من التشوه والفوضى أضرت بالمحيط البيئي واجهزت على حق المواطن.