بقلم : رحال امانوز
تحل اليوم الذكرى السبعون لثورة الملك والشعب المجيدة . والتي انطلقت في العشرين من شهر غشت 1953، حين تجرأت سلطات الإستعمار الفرنسي الغاشم على نفي ملك المغرب سيدي محمد الخامس وباقي أفراد العائلة الملكية خارج أرض الوطن .
وبهذه المناسبة الوطنية، نستحضر اليوم روح أحد رجالات المقاومة بمدينة وادي زم الشهيدة ألا وهو المرحوم البداوي لبصير بن الغزواني، والذي رأى النور بمنطقة الحوازم بقبيلة السماعلة بنواحي مدينة وادي زم سنة 1930 .
إلتحق في طفولته بمسجد القرية فأتم حفظ القرآن الكريم وأتم تعليمه وتثقيف نفسه ذاتيا، حيث كان عصاميا. وقد تميز منذ ريعان شبابه بالحس الوطني وكان شعاره في ذلك: مواطنون أحرار في وطن حر. فكان رحمه الله قارءا نهما ومتتبعا للأحداث السياسية، ومن متابعي إذاعة القاهرة التي كانت تساهم في خلق الوعي السياسي لتحرير البلاد من الإحتلال الفرنسي .
نذرالمرحوم نفسه لتحرير الوطن من الإستعمار الغاشم، وكان متأثرا برواد القومية العربية بالشرق العربي من امثال الأفغاني والكواكبي وشكيب أرسلان وغيرهم. فاطلق أسماء بعض الزعماء على ابناءه مثل عبد الكريم وجمال الدين. التحق منذ ريعان شبابه بصفوف حزب الإستقلال و منظمات المقاومة المغربية .
عمل على تأسيس عدة خلايا ببلدته : المظلوم، والتي التحق بها أبناء قبيلته السماعلة، والذين ساهموا مع إخوانهم من قبيلة ابن خيران في انتفاضة 20 غشت 1955 المجيدة. التي استشهد فيها الآلاف من الشهداء. وكانت من بين اسباب عودة الملك الشرعي سيدي محمد الخامس الى عرشه وإعلان نهاية الحجر والإستعمار. وتحرير البلاد من الحماة الفرنسية .
تعرض المقاوم البداوي لبصير طيلة مساره النضالي لشتى صنوف التنكيل والتعذيب بعدة سجون . كان آخرها سجن العادر الرهيب بمدينة الجديدة. كما عانى من النفي والتضييق جراء نشاطه السياسي والنضالي في سبيل تحرير الوطن وتقاسم معه أفراد أسرته وزوجته معاناته مع سلطات الحماية الفرنسية .
وقد عرف المرحوم البداوي لبصير بالإخلاص للوطن والعرش العلوي وتشبته بالقيم والمباديء الدينية والوطنية والإنسانية والأخلاق الحميدة. وبعد استقلال الوطن التحق للعمل بمعمل السكر بمدينة سوق السبت ببني ملال. حيث عرف بزهده وامتناعه عن التهافت على المناصب والمكاسب . الى حين وفاته سنة 1989، حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة الشهداء بمدينة وادي زم الشهيدة .