مونية هاجري
تحولت سيارات الأجرة الصغيرة “الطاكسي صغير” في مراكش من وسيلة نقل أساسية إلى مصدر غضب للسياح والسكان على حد سواء، إذ يشكو الركاب من تجاوزات يومية تهدد صورة المدينة السياحية.
لا يقتصر الأمر على ارتفاع الأسعار، بل وصل إلى حد سلوكيات صادمة؛ بعض السائقين يقومون بقفل أبواب الطاكسي قبل أن يسألوا الركاب عن وجهتهم، في محاولة لمنع البعض من الصعود إذا لم تعجبهم الرحلة أو السعر. ما كان يفترض أن يكون خدمة عمومية، أصبح في نظر الكثيرين مزادًا علنيًا على الرحلات والأسعار.
سياح أجانب عبّروا عن استيائهم: سائح فرنسي كتب على TripAdvisor أنه دفع 20 درهمًا لمسافة 300 متر فقط، وعندما رفض الركاب السعر، أصبح الجو متوترا، واصفا التجربة بـ”فضيحة حقيقية تسيء لصورة المدينة”. بينما صرح سائح أرجنتيني أن السائقين طلبوا مبالغ خيالية وعند التفاوض غضبوا بشدة، قائلاً: “لم أشعر بالأمان مطلقًا”.
أما سائح أمريكي فأكد على Reddit: “Marrakech taxis are the worst I have ever dealt with… total scam!”
المواطنون المغاربة ليسوا بمعزل عن هذه التجارب: تقول مليكة.ح، موظفة، انهن ينتظرن أحيانا طويلا أمام المحطات لأن السائقين يرفضون الرحلات القصيرة ويفضلون الزبائن المتوجهين لمسافات أطول، مما يحوّل الأمر إلى معاناة يومية. ويضيف شاب مغربي على Reddit: “أغلب السائقين لا يشغلون العداد. الحل هو استخدام InDrive أو Roby.taxi، وإلا ستدفع ضعف الثمن.”
والمواطنون يطالبون بتحرك عاجل من السلطات، من خلال تعزيز المراقبة، وتفعيل خط شكايات، وتوعية السائقين بميثاق الشرف المهني، ودعم التطبيقات الذكية للنقل، لضمان حقوق الركاب والحفاظ على سمعة مراكش كمدينة سياحية عالمية.
في ظل هذه التجاوزات اليومية، يبقى السؤال: هل ستنجح مراكش في إعادة السيطرة على طاكسياتها قبل أن يتحول الأمر إلى أزمة متصاعدة تهدد صورة المدينة أمام العالم؟















