مراكش تحتضن ندوة حول رهانات التعليم في زمن الذكاء الاصطناعي

هيئة التحرير23 أكتوبر 2025293 مشاهدة
مراكش تحتضن ندوة حول رهانات التعليم في زمن الذكاء الاصطناعي

احتفاء باليوم العالمي للمدرس، نظمت 5 هيئات تربوية بمراكش، يوم الخميس، ندوة علمية تربوية تحت شعار “رهانات التعليم في زمن الذكاء الاصطناعي”، وذلك بإقامة المدرس التابعة لمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم.


وقد جاء تنظيم هذا اللقاء بمبادرة مشتركة بين كل من: منظمة التضامن الجامعي فرع مراكش، مؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم، جمعية دليل للتوجيه والإعلام المهني، نقابة المفتشين بالمغرب، وجمعية المكونين بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، في إطار تخليد موحد يجسد التعاون المثمر بين هذه الهيئات منذ توقيع اتفاقية الشراكة بينها سنة 2016.

استهل اللقاء بكلمات ترحيبية أكدت على أهمية العمل التشاركي الذي ميز مسار التعاون بين الشركاء الخمسة، والذي أثمر تنظيم عدد من الندوات الفكرية والتربوية المتميزة خلال السنوات الماضية.

وشهدت الندوة حضور شخصيات تربوية بارزة، من بينها عبد الجليل باحدو، الكاتب الوطني لمنظمة التضامن الجامعي، والدكتورة فاطمة رومات، الخبيرة الدولية في الذكاء الاصطناعي، اللذان قدما كلمتين نوها فيهما بدور المدرس كفاعل محوري في الإصلاح التربوي، وبأهمية التفكير في مستقبل التعليم في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة.

بعد ذلك، ألقى الدكتور محمد الخمسي محاضرته الرئيسة بعنوان “رهانات التعليم في زمن الذكاء الاصطناعي”، حيث قدم مقاربة فلسفية عميقة لتحديات الذكاء الاصطناعي وانعكاساته على المنظومة التعليمية بالمغرب والعالم.

وأوضح الخمسي أن الذكاء الاصطناعي يمثل تتويجاً لمسار طويل من تطور الذكاء الإنساني، غير أنه يحمل في طياته مخاطر تهدد البعد الأخلاقي والإنساني للفعل البشري، إذ أصبحت الخوارزميات قادرة على منافسة الإنسان في التفكير واتخاذ القرار، بل وحتى في التعبير عن المشاعر والأحاسيس.


وأشار إلى أن هذا التحول قد يؤدي إلى “تفريغ الفعل الإنساني من معناه الأخلاقي”، ما يستدعي مقاربة نقدية تعيد للإنسان مكانته المركزية في عالم تزداد فيه سطوة التقنية.

ورغم هذه التحديات، شدد الخمسي على أن مهنة التعليم تظل عصيّة على الاستبدال، لأن جوهرها يتجاوز نقل المعرفة إلى بناء القيم وتنمية الحس الإنساني والجمالي والتواصلي.


وقد تناول المحاضر مهنة التدريس في زمن الذكاء الاصطناعي من خلال أربعة مداخل أساسية: مدخل القيم، التجربة الفعلية، التواصل في المكان، وثقل الرمزي في الحياة الإنسانية، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يعوّض المدرس في هذه الأبعاد الوجدانية والأخلاقية التي تشكل لبّ العملية التربوية.

وفي ختام اللقاء، تم تكريم كل من الدكتور محمد الخمسي والدكتورة فاطمة رومات تقديراً لإسهاماتهما القيمة في إثراء النقاش حول مستقبل التعليم في ظل الذكاء الاصطناعي، وسط إشادة واسعة من الحاضرين بمستوى النقاش وجودة التنظيم.

شارك المقال
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة