محمد كرومي
شهد إقليم تطوان تسجيل أول حالة وفاة نتيجة الإصابة بمرض الحصبة (المعروف محلياً بـ”بوحمرون”)، حيث فارقت طفلة تبلغ من العمر سنة ونصف الحياة، في حادثة تسلط الضوء على التحديات الصحية المتفاقمة في المنطقة. ويُعد هذا المرض المعدي والخطير تهديداً حقيقياً، خاصة للأطفال الذين يمثلون الفئة الأكثر عرضة للإصابة بسبب ضعف المناعة.
واستقبل مستشفى سانية الرمل عدداً متزايداً من المصابين بالحصبة، من مختلف الفئات العمرية، مع تسجيل وصول غالبية الحالات في مراحل متأخرة من المرض، ما يعقّد عملية العلاج ويقلل فرص الشفاء. هذا الوضع يكشف عن ضعف التوعية الصحية وغياب التدابير الوقائية الكافية، الأمر الذي يزيد من انتشار المرض في المنطقة.
علاج مرض الحصبة يتطلب تكاليف يومية تتراوح بين 800 و1000 درهم، مع فترة علاج تمتد ما بين 8 إلى 12 يوماً، ما يثقل كاهل الأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط. هذا العبء المالي يفاقم معاناة العائلات، التي تجد نفسها عاجزة عن تحمل النفقات الضرورية، في وقت يعاني فيه القطاع الصحي من ضغوط كبيرة.
وتمثل وفاة الطفلة جرس إنذار يدعو السلطات الصحية إلى اتخاذ إجراءات فورية للحد من انتشار الحصبة. وتشمل هذه الإجراءات تعزيز حملات التلقيح، ونشر الوعي الصحي بين الأسر، وتوفير الدعم للمصابين، خاصة في المناطق الأكثر هشاشة.
إن مواجهة هذا التحدي الصحي يتطلب تضافر جهود الجميع، من السلطات المحلية والمجتمع المدني إلى الأفراد، لضمان حماية الفئات الضعيفة، والحد من انتشار هذا المرض القاتل، وتحقيق بيئة صحية آمنة للجميع.
Be the first to comment