رجل الظل في قلب تملالت.. كيف أعاد ادريس بنفائدة لمستشفى لالة خديجة نبض الحياة؟

Admin241 مايو 202514 مشاهدة
رجل الظل في قلب تملالت.. كيف أعاد ادريس بنفائدة لمستشفى لالة خديجة نبض الحياة؟

محمد الحجوي

في زمن تسكن فيه التفاصيل الصغيرة، قد لا يلتفت كثيرون إلى أولئك الذين يصنعون الفرق بصمت. في مدينة تملالت، حيث البسطاء يعرفون جيداً معنى الكرامة والوفاء، يبرز اسم ادريس بنفائدة، مدير مستشفى لالة خديجة، كأحد رجالات الصحة الذين لا يتكلمون كثيراً، ولكن أعمالهم تتحدث ببلاغة أبلغ من الخُطب.

قد لا تكون الواجهة الإعلامية شغله الشاغل، لكنه أثبت أن القيادة الصامتة هي الأصدق، وأن من يخشى الله في مهمته، يفتح له الله أبواب الرضا من حيث لا يحتسب.
“إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله…” (هود: 88)

منذ أن تولّى تسيير هذا الصرح الصحي، تغيّر الكثير. تحسّن الانضباط، وتطورت ظروف الاستقبال، وغُرست روح جديدة في نفوس الأطر الطبية والإدارية. فالمكان لم يعد مجرد مبنى، بل تحوّل إلى فضاء إنساني، يجد فيه المواطن البسيط الدفء والاحترام، قبل الإبرة والدواء.

ادريس بنفائدة لا يدّخر جهداً في سبيل تجويد الخدمات، يؤمن أن الصحة حق لا جدال فيه، وأن المريض يجب أن يُعامل بكرامة كاملة، لأن الوجع لا يفرّق بين أحد.
يشهد له الطاقم بكثير من التقدير، ويشعر المواطنون بصدق تواجده، وبصمة تدبيره الذي يراعي ظروفهم، ويُشرك إنسانيته في كل قرار.

وإن كان الناس لا يختلفون كثيراً في المواقف العابرة، فإنهم في تملالت يتفقون على شيء واحد: أن هذا الرجل يستحق الاحترام، لأنه جعل من موقع المسؤولية أمانة، لا وسيلة، ولبس بدلته الإدارية وكأنها عباءة مكلّفة لا ترف فيها.

“وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله…” (البقرة: 110)

تحية لهذا الرجل الذي لم ينتظر التصفيق، لكنه صعد المنصة بأخلاقه، وتقدّم الصفوف بخدمته للناس. وتحية لكل يد بيضاء تمتد كل يوم داخل مستشفى لالة خديجة، ترمم الألم بصمت، وتطبب القلوب قبل الأجساد.

شارك المقال
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة